الكتابة عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه شرفٌ للمرء يرفع بها من نفسه عندما يؤهِّلها للحديث عن أعظم رجل من أتباع الأنبياء والمرسلين، وهي قُربي يتقرَّب بها المسلم إلى الله عزّ وجلّ ويرجو منه سبحانه قبولها، وحقٌّ واجب نؤديه إلى ذلكم الرجل الذي أكرم الله تعالى به البشرية عموماً وبلاد المسلمين خصوصاً؛ حيث حمل إليهم الرسالة وفتح لهم كتابها الكريم ليدَّبَّروا آياته ويدخلوا في دين الله عزّ وجلّ طائعين، ومتعة يعيشها القلب وتنعم بها النفس، ويتأنق في مغانيها الفكر ليملي على القلم كلمات الصدق والأمانة والسمو والكرامة والرحمة والحرية ليسطرها في تاريخه المعطار. هذا الكتاب هو الحلقة الأولى في سلسلة الخلفاء الراشدين الأربعة، والتي تنتظم في السلسلة الكبرى (أعلام المسلمين) لتتبوأ ذروة سنامها برجالها لا بما كتبته، وتختم بهم (المئة الاولى) من مسيرتها الراشدة.