في هذه المجموعة القصصية ست عشرة قصة.. أوراق بيضاء نائمة ، أعملَ فيها القلمُ الأسودُ كلمات وحروفًا ونقاطًا وتشكيلا وحركات ؛ فأيقظها من سُباتها ودبَّ فيها النشاط ، فاستحالت حكايات وقصصًا لا ندري أنحن نكتبها أم هي التي تكتبنا ، تروي بعضًا من أعمارنا ، نجاحاتنا وإخفاقاتنا ، سعادتنا وتعاستنا ، وآمالنا وآلامنا ، يمتزج فيها الحبر بالحب والحرب ، وفي كل قصة بذرة وثمرة ، وما بين طرفيها من البداية إلى النهاية تتحرك شخوص وأحداث ، وفي كل منها حكاية ممزوجة بحبكة ، وهي من وقائع الحياة أو محاكاة لها وحين نتجول بين تلك الوقائع في هذه الأقاصيص سنجد أنفسنا نعايش القلق في بعض تفاصيلها ومن بين ثناياها .. قلق كم عاينَّاه وعانيناه ، يجثم على صدورنا فينهشنا ، ويضعف الثقة فينا ، ويفقدنا الأمان والاطمئنان وراحة البال ، ليورثنا في حياتنا أرقًا يحرمنا أحيانا حتى من مجرد الإغفاءة ، ونعاني تأرجحًا واضطرابًا لا يقرُّ على قرار .. وهذه التفاصيل التي تراوحُ في تجاربها النفسية بين الطهر والخطيئة ، وبما تحمله من الحوادث والشخصيات والمشاعر والاضطرابات والملامح والانفعالات ، والمعاني والظلال ، والبوح والجرح ، لا تمر في حياتنا مرور السحاب ؛ بل تترك آثارها وندوبها في أرواحنا .. والعيشُ معها والمعاناةُ منها ضريبة واجبة الأداء على كل صاحب قلم ، وكل ذي قلب حي . وإذا كان لكل منا شخصيته بطابعها وسمتها الفريد ، ولكن بعض الطبائع فينا قد نتشابه فيها مع غيرنا في الخطوط العامة ، وان اختلفنا في بعض التفاصيل ، تمامًا مثل تشابه كف يدك مع غيرك ، ولكن الخطوط والبصمات تتباين .